الإثنين، 06 ماي 2024

الرؤيوية الاستراتيجية لتعبير "الكلمة للميدان"...ارتفاع السقوف السياسية سيغير حجم الحرب  مميز

26 ديسمبر 2023 -- 20:07:43 331
  نشر في الميثاق اليوم

يستعمل الكثيرون تعبير الكلمة للميدان انسجاما مع ما قاله سيد المقاومة   ولكن من دون   رسوخ فكري لمعنى هذه العبارة ومبرراتها وبحيث يأتي الكثير من الكلام اللاحق في متابعة التطورات متناقضا مع مضامين هذه العبارة …!!

كل الحروب او الخطوات السياسية حتى يحدّها سقف سياسي محدد يحدد الاهداف واحيانا الوسائل  و حجم القوى والمهل الزمنية اذا امكن .. ويترافق ذلك مع شرح سياسي للاسباب وتوازنات القوى  والمبررات التي هي وراء الاهداف المحددة  وتأثير هذه الاهداف على توازنات القوى وعلى المستقبل  بمضامينه كافة

فالأسئلة  المهمة التي يجب طرحها هي لماذا بعد عملية  طوفان الأقصى والعدوان الاجرامي الإبادي التدميري  الذي بنفذه العدو  الاسرائيلي  جاء القرار  بترك الامر للميدان ؟؟؟

ومن يحدد القرارت في ضوء تطورات الميدان ؟ بل   وكيف تتم صناعة الميدان بمواجهة العدوان ؟ وهل يتم ذلك  على طريقة الفعل وردة الفعل ؟   وهل كل ذلك ناجم عن قصور سياسي ؟  ويمكن اضافة الكثير من الأسئلة التفصيلية  في هذه السياقات …. والتي للأسف  لم يتم  طرحها جميعا  من قبل الاعلام  وخصوصا اعلام المقاومة  بما ترك فجوة في الرؤيا   تتلخص بسؤال واحد مُتأثرا بالمجازر  التي يرتكبها العدو  وهذا السؤال هو : وبعدين ؟؟  

كنت قد قلت سابقا ان فتح الجبهات اللبنانية والعراقية  واليمنية  والضفة الغربية  تحت شعار جبهات مساندة  فقط ناجم حكما عن  ان السقف السياسي لعملية طوفان الاقصى كان  تبييض  سجون العدو الاسرائيلي  بالإفراج عن جميع الفلسطينيين المعتقلين . وبالتالي ورغم العدوان الإجرامي على غزة  فقد اقتصر دور الجبهات الاخرى على  مساندة المقاومة في غزة  مع شعار  عدم السماح     بهزيمة حماس والجهاد اي المقاومة  الفلسطينية .. ورغم ان العدو الاسرائيلي  رفع شعار القضاء  على حماس الا ان هذا الشعار جاء تحت سقف انقاذ الأسرى الاسرائيليين بالقوة وليس بالتفاوض    وهو لذلك يُبدي استعداده لوقف العدوان فورا اذا افرجت حماس عن الاسرى الاسرائيليين رغم انه   يرفع بالتوازي مع ذلك شعارات  تتراوح بين تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى تسليم القطاع الى  قوة امنية يجري الاتفاق عليها واخراج المقاومة  .. وهذه الشعارات هي بمثابة تقديم ورقة ضغط من جهة على النظام الرسمي التطبيعي العربي بتهجير الفلسطينيين الى دولهم وخصوصا مصر والاردن  وفي نفس الوقت تقديم فرصة لهم  للضغط بحجة الحفاظ على القضية الفلسطينية والتهويل بالدمار الشامل القادم لإخراج المقاومة من غزة وتأمين قوة امنية تحكم القطاع تحت سلطة سياسية سقفها الانصياع  للارادة السياسية الاسرائيلية بغطاء" عربي "تطبيعي  شبيهة بصيغة معبر رفح حاليا الذي يخضع للارادة الاسرائيلية  رغم انه بين مصر وبين غزة غير المحتلة

 

إنّ النظر بعمق الى هذا الواقع   من  عملية طوفان الاقصى التي لم تقتصر على خطف جنود لتبادل الاسرى بل تعدته الى توجيه ضربة قاسية لجيش الكيان الاسرائيلي زعزت مرتكزات استقرار  الكيان وهددته وجوديا   إلى العدوان  البربري  الصهيوني الذي رفع شعارات مايزال عاجزا عن تحقيقها رغم المساندة العربية    في ما يُسمى  مبادرات الوساطة التي هي اميركية بألسن عربية  وذلك بفعل صمود المقاومة التي ما تزال تتمتع بالتحكم والسيطرة التي  يُؤكدها تصوير العمليات ضد العدو في جميع مناطق غزة وتوزيعها مركزيا وفي اليوم  عينه التي جرت  فيه..  اضافة الى اشتعال الجبهات المساندة للمقاومة الفلسطينية ذات الفاعلية الكبيرة  في رسم معالم الحرب الاقليمية وحتى العالمية  بفعل تأثيرها على الممرات الدولية ….

أنّ النظر بعمق الى هذا الواقع يُبين ان السقوف السياسية الموضوعة لهذا الواقع هي ادنى بكثير من  مجريات التطورات  ان لجهة مفاعيل طوفان الاقصى  وصمود المقاومة او لجهة عدم قدرة جيش العدو رغم مجازره التدميرية و مساندة الوساطات  "العربية" على تحقيق هزيمة    المقاومة او  الافراج عن الاسرى بالقوة ..

انطلاقا من ذلك أتى كلام سيّد المقاومة بالإعلان عن ترك  فصل الكلام للميدان    او بالأحرى  ترك تحديد السقف السياسي  لتطورات الميدان      وليس العكس ليُعبر عن رؤيوية  استراتيجية      مفادها   ان ما حصل سيأخذ الامور  الى وضع يصعب معه  الاكتفاء بالسقوف السياسية الموضوعة  وهذا ما حصل اذ لم يعد هناك معنى   لسقف تبييض السجون  بعد المجازر والتدمير الذين حصلا  وفي ظل استمرار الاحتلال وقدرته على اعادة. ملىء السجون بالمعتقلين بعد اسابيع من تبييضها ..! كما ان العدو بات غير قادر على وقف العدوان في ظل صمود المقاومة وفشله في تحقيق السقوف السياسية المتنوعة التي وضعها عشوائيا وبات اسيرها  وبحيث بات وقف العدوان   من دون تحقيق اهدافه يشكل نكسة وجودية …!!

إذا لم يحدث شيء دراماتيكي  مفاجىء سنكون  قريبا  جدا امام سقوف سياسية جديدة    وتحولات سوف  تغير حجم الحرب ونوعها   وحجم مشاركة الجبهات المساندة  ودخول عناصر مستجدة   تعطي للحرب عناوين جديدة اقليمية او دولية …؟؟؟!!!!

علي يوسف

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة